مفهوم استراتيجية اللعب وتاريخ ظهورها ودور المعلم في تطبيقها

استراتيجية اللعب حيث يعد اللعب هو الوسيلة الأساسية لتخليص الجسم من الطاقة الفائضة كما يعد وسيلة هامة لفهم العالكم الاجتماعي وتطوير المهارات المعرفية ما في ذلك اللغة، كما أنه يدعم جميع جوانب الطفولة وذلك في حالة أن يكون المعلمين متفهمين كيفية إنشاء بيئات داخلية وخارجية تساهم في إثراء تعلم الأطفال.

وللعب دور هام في النمو الجسمي والحركي والمعرفي والوجداني عند التلاميذ. ولقد أظهرت الدراسات الحديثة التي تناولت نمو الأطفال وتطورهم أن استخدام التلميذ لحواسه المختلفة هو مفتاح التعلم والتطور، إذ لم تعد الألعاب وسيلة للتسلية فقط حين يريد التلاميذ قضاء أوقات فراغهم، ولم تعد وسيلة لتحقيق النمو الجسماني فحسب. بل أصبحت أداة مهمة يحقق فيها التلاميذ نموهم العقلي

مفهوم استراتيجية اللعب

    هي عبارة عن نشاط تعليمي منظم يعتمد على نشاط الطالب وفاعليته ويثير رغبته نحو التعلم من أجل الوصول إلي أهداف تعليمية محددة ويجب أن يتم هذا النشاط تحت إشراف المعلم لإكساب الطالب الأفكار والمعلومات والمهارات

ويعرف اللعب بأنه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكياتهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية

وأسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية

تاريخ ظهور التعلم باللعب 

يرجع تاريخ ظهور أهمية اللعب وقيمته العملية لعصر الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ويتضح هذا من خلال مناداته في كتابه”القوانين”عندما قام بتوزيع التفاح على التلاميذ لمساعدتهم على تعلم الحساب.

كما اتفق معه أرسطو حين أكد على ضرورة تشجيع التلاميذ على اللعب بالأشياء التي سيتعلمونها ابجدياً عندما يصبحون كباراً

أهمية اللعب في حياة الأطفال

للعب في حياة الأطفال أهمية بالغة تتمثل في الأتي:

1- تنمية الخيال والإبداع عند الطفل وإثارة إهتماماته وقدراته 

2- مساعدة الطفل في حل المشكلات التي تواجهه

3- العمل على تطور اللغة لدى الأطفال وحو أميتهم 

4- تنمية مهارات الطفل الإبداعية.

5- مساعدة الطفل على الاستكشاف واكتساب العديد من المفاهيم الرياضية.

6- إثارة دافعية التعلم لدى الطالب وزيادة حماسة

7- زيادة التركيز لدى الطفل من خلال تركيز اهتمامه على الموضوع الذي تعرضه اللعبة

8- تهيئة البئة المناسبة للتعلم

9- تنمية التعاون واحترام حقوق الآخرين لدى الطلاب.

10- تعزيز ثقة الطالب بنفسه من خلال إثارة المنافسة بينه وبين زملاؤه

أنواع اللعب

تؤدي الألعاب التعليمية دوراً فعالاً في تنظيم التعليم متى أُحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها وتتمثل أنواعها في الأتي:

الاستكشاف ويعد من أهم أنواع اللعب عند الطفل ومن أكثرها تنمية لقدراته العقلية مثل اللعب بحوض الماء من خلال التحقيق من الأشياء التي تطفو وتغوص وإضافة كؤوس وزجاجات وأباريق

اللعب الخارجي في الهواء الطلق 

ألعاب الخيال مثل تخيل وابتكار قاع البحر من خلال ورق بلاستيك أبيض شفاف وبعض الأقمشة الزرقاء

ألعاب الذكاء مثل الفوازير وحل المشكلات والكلمات المتقاطعة

ألعاب مختلفة مثل بناء أشياء لها علاقة بالبيئة البحرية باستخدام معجون الأسنان 

ألعاب الحواس وهي الألعاب التي تعتمد على النظر و السمع و اللمس ومنها ما يشترك فيه أكثر من حاسة 

الألعاب الثقافية وتشمل القصص والمسابقات الشعرية وبطاقات التعبير

ألعاب تحتوي على قواعد مثل لعبة صيد السمك بصنارة السمك والمغناطيس 

الألعاب البدنية مثل التجديف داخل حمام السباحة أو الغوص أو القيام برحلة إلى الشاطيء

ألعاب مرتبطة بعدد الأفراد وهي إما فردية أو ثنائية أو جماعية 

ألعاب الحظ وتشمل الدومينو ، الثعابين والسلالم ، ألعاب التخمين 

ألعاب الزمن ومنها ما يستغرق دقائق ومنها ما يستغرق ساعات

ألعاب الغناء والرقص وتشمل الغناء التمثيلي،تقليد الأغاني،الأناشيد،الرقص الشعبي

 

دور المعلم في تنفيذ استراتيجية اللعب

ولهذا تعد الألعاب التعليمية من الأساليب المهمة التي عن طريقها نجذب انتباه التلميذ وتشوقه للتعليم، فالتعليم باللعب يوفر للتلميذ جواً يندفع فيه إلى العمل من تلقاء نفسه

ويجب أن يعمل المعلمين على وضع خطط لتعلم الأطفال وتوفير طرق اللعب العفوي لهم قبل التخطيط للتعليم نفسه، كما يجب عليهم مراقبة الأطفال والتعرف على اهتماماتهم حيث أن ذلك من شأنه دعم التعلم لأن التعلم يمتد ويستمر من خلال وجود العديد من أنشطة اللعب وتجب أن تقوم استراتيجيات التدريس على إطلاق العنان للطفل في استخدام مهارات تفكيره في جو من الألفة والمحبة بين المعلمين

ويجب على كل المعلمين من أجل تنفيذ استراتيجية اللعب أن يكونوا ملمين بشكل كامل بالمباديء التربوية التي تستند إليها الاستراتيجية، نظراً لكون المعلم هو المحرك الفعال للعملية التربوية 

لذا يتوقف نجاح أي لعبة داخل الفصل الدراسي على الإعداد الكامل لها من قبل المعلم 

مراحل إعداد المعلم للعبة التعليمية 

يقوم المعلم داخل الفصل الدراسي بالعديد من المراحل التي تهيء الجو المناسب لتنفيذ استراتيجية اللعب بنجاح وهي كالأتي:

 1- مرحلة تحديد الأهداف وتشمل تلك المرحلة قيام المعلم بتحقيق الأهداف التعليمية ثم تحديد المعلومات والمهارات التي يرغب في أكسابها لطلابه، ثم يقوم المعلم بتحديد أنماط السلوك التي يمارسها طلابه كدليل على تحقيق تلك الأهداف، ويجب أن يكون المعلم ملماً بطلابه وميولهم وقدراتهم ومناهجهم بشكل كامل لاجتياز تلك المرحلة.

2- مرحلة إختيار اللعبة المناسبة وتصميمها وتتم من خلال اختيار لعبة ذات أهداف وجدانية وأن يستخدم المعلم هذا اللعبة في الوقت والمكان المناسبين وألا تكون القواعد التي تحكم اللعبة معقدة وصعبة الفهم وأن تكون تعليمات تنفيذها مختصرة حتى لا يصعب استيعابها من الطلاب وأن يكتسبوا أكبر قدر ممكن من التعلم وأن تحقق اللعبة أهدافها بشكل أفضل من أي وسيلة أخرى، فضلاً عن التأكد من مناسبة اللعبة لعمر وثقافة الطلاب المشاركين فيها.

3- مرحلة تهيئة الأجواء المناسبة للعبة وتتضمن تلك المرحلة تحديد المعلومات التي يحتاجها الطلاب المشاركين في اللعبة وتهيئة الإمكانيات المادية الملائمة والأدوار المناسبة لكل مجموعة من خلال إعادة تنظيم الصف الدراسي مع التأكد على إتقان المعلم لقواعد اللعبة وأهدافها خيى يتمكن من إدارتها بكفاءة داخل الحجرة الدراسية مع الحفاظ على الانضباط داخل الصف بالشكل الذي لا يمنع الطلاب من ممارسة حريتهم .

4- مرحلة إعطاء التعليمات وتتضمن قيام المعلم بإلقاء تعليمات اللعبة بشكل بسيط وميسر حتى يستطيع الطلاب فهمها وتنفيذها مع تجنب إشاعة الرهبة والخوف لدى الطلاب من خلال إعطاء العديد من الأوامر ، ثم يقوم المعلم بشرح اللعبة والمهارة التي يريد تحقيقها من خلال ممارسة اللعبة وأهداف اللعبة ومعايير تقييم عملهم بعد الانتهاء من ممارسة اللعبة.

5- مرحلة اللعب وهي المرحلة النهائية لإتمام اللعبة وأهم شيء في هذه المرحلة أن يتيح المعلم جواً من الحرية من خلال نسيان سلطته داخل الصف الدراسي وعليه أن يراقب اللعب ويتأكد من إيجابية جميع الطلاب المشاركين عن طريق التحرك بين المجموعات والإنصات جيداً للطلاب وعدم التدخل إلا في حالة وقوع خطأ أو عدم إستيعاب اللعبة جيداً مع حث الطلاب على الوقت المناسب لإنجاز اللعبة.

6- مرحلة التقييم وتتم هذه المرحلة من خلال مستويين، المستوى المرحلي ويتم فيه جميع البيانات وتسجيل الملاحظات من قبل المعلم وذلك أثناء إجراؤ اللعبة ويقوم المعلم بإعطاء توجيهاته للطلاب لتعديل مسار اللعب، أما المستوى الثاني ويسمى بالمستوى النهائي ويتم فور انتهاء اللعبة ويقوم المعلم خلاله بوضع قراره النهائي حول مدى نجاح الطلاب في القيام باللعبة ومدى استفادة كل طالب منها 

أهداف استراتيجية اللعب

للعب أثره الكبير في تعليم الطفل وتنمية شخصيته من الناحية المعرفية والسلوكية وفي تحسين تواصله الإجتماعي مع الآخرين وترجع أهمية اللعب في التعلم إلى الأتي:

1- يدخل اللعب داخل الحصة التعليمية ضمن استراتيجيات التعلم النشط وذلك للسعى من أجل تطبيق الجودة التعليمية وتقديم خدمات تعليمية عالية الجودة، نظراً لكون استراتيجية التعلم باللعب أداة تربوية فعالة تساعد في تحقيق أهداف مرتبطة بالمناهج الدراسية وتنمي من قدرة الطالب على الاتصال والتفاعل مع الآخرين 

2- تهدف استراتيجية التعلم باللعب إلى تنمية الناحية العقلية للطفل وإثارة عقله على التفكير وزياده تفاعله داخل الصف الدراسي وإعطاء معنى لما يتعلمه داخل إطار تعليمي يعد مزيجاً هائلاً بين الفائدة والمرح

3- يساعد استخدام الألعاب كوسائل تعليمية على تثبيت المعلومات حيث أن المعلومة التي يتم تقديمها من قبل المعلم خلال لعبة لا يمكن أن ينساها الطالب حيث تكون فيها عنصر للحركة فهي تسمع وترى وتقوم بنفسها بعمل حركي وتستخدم أكثر من حاسة، لذا فإن التعليم باللعب يكون أكثر ثباتاً من غيره.

عناصر اللعبة التعليمية

1- لابد أن تتضمن اللعبة التعليمية قدراً من المنافسة بين أفراد اللعبة حتى يحاول كل منهم تحقيق هدفه 

2- أن تهدف اللعبة إلى حل مشكلة بعينها أو تحقيق أي هدف أخر مثل تخمين بعض الكلمات

3- أن يكون لكل لعبة قواعد تحدد الأنشطة التي تمارس في اللعبة 

4- أن تحقق اللعبة دافعية ورغبة الطفل في التعلم من خلال إثارة خيالة 

5- أن تعمل اللعبة على تحقيق عنصر التسلية والمتعة 

متى تستخدم استراتيجية التعلم باللعب

1- تستخدم استراتيجية اللعب في حالة رغبة المعلم في تشويق الطلاب لدروسهم وشد انتباهم لتهيئة الجو قبل الدخول في الدرس

2- تستخدم استراتيجية التعلم باللعب لتحريك الأجواء وابعاد الملل عن أنفس الطلاب وزيادة دافعيتهم للتعليم

3- تستخدم استراتيجية اللعب كوسيلة تعليمية لتدريب الطلاب على مهارة التعبير الشفهي للمصطلحات العلمية وذلك من خلال ابتكار مسرحية تمثيلية أو ترتيب الحروف للوصول لمصطلح صحيح 

4- تستخدم استراتيجية اللعب في حالة الرغبة في تعليم التلاميذ التعاون وتصحيح سلوكياتهم الغير مرغوب فيها 

5- تستخدم استراتيجية اللعب من أجل تقييم المعلم لأداء الطلاب في اللعبة بهدف تقويم درسه في نهاية حصته

سمات أسلوب التعلم باللعب 
1 ـ يتسم اللعب بأنه نشاط منتظم له قواعده وقوانينه .
2 ـ اللعب مستقل ويجري في إطار زمني ومكاني محددين .
3 ـ التعلم باللعب يحث علي التنافس والمثابرة .
4 ـ يساعد اللعب في تحقيق السرور والمتعة .
5 ـ يساعد اللعب على تنمية روح التعاون .
6 ـ يساعد اللعب على إشباع حاجات الطفل الجسمية والعقلية ، وتوظيف طاقات الجسم الحركية والذهنية بلا مجهود .

 وظائف أسلوب التعلم باللعب
1 ـ اللعب هو المحرك الأساسي للتعلم واكتشاف مواهب الطفل
2 ـ اللعب هو أداة لتنميه الجوانب المعرفية للطفل ، والجوانب الإدراكية ، والاجتماعية ، والوجدانية.
3 ـ اللعب هو أداة للتخلص من الكبت والضغوط الاجتماعية التي تواجه الطفل.
4 ـ اللعب هو أداة لحل مشكله الطفل الشخصية بل وإزالتها من حياته.
5 ـ اللعب هو أداة للتعلم الاستكشافي والتمثيل .

الخصائص المميزة للعب الأطفال  

يتسم لعب الأطفال عن الكبار بالمميزات الأتية:

1- يساعد اللعب على النمو السريع للطفل وتغير درجة نشاطه بازدياد نضجة فالطفل في بداية مراحله تكون طريقة لعبة بسيطة عبارة عن حركات عشوائية وسرعان ما تطور مع نمو ذكاؤه ويصبح أكثر تعقيداً حتى يصل إلى ذروته في الثامن من عمره .

2- يتميزلعب الأطفال بزيادة تعلم الطفل للمهارات الحركية وخاصة مع تنوع الألعاب التي يقوم بها ويتداركها 

وفي النهاية يمكننا القول أن أسلوب التعلم باللعب يعد أسلوباً تربوياً هادفاً يسعى لتنمية شخصية الطالب المعرفية والسلوكية، ولا يكون هذا الأسلوب ناجحاً الا اذا احسن المعلم استخدامه وكانت لديه الرغبة 
 في استخدامه وتوظيفه في خدمة العملية التربوية

إذا أردتم تعليم أولادكم في بيئة آمنة وسعيدة بعيدة عن المشكلات السلوكية والمشاعر المحبطة فعليكم باستخدام استراتيجية تعليمية تجلب السعادة والعلم لهم في آن واحد وما أستراتيجية التعلم باللعب إلا أحد أهم هذه الاستراتيجيات