توصيل القيم الكونية والمبادئ الانسانية بصورة سلسة للمتعلمين ، من الأهداف التى يجب أن توضع نصب الأعين فى العملية التعليمية ، ولكن توجد صعوبة فى تعليم هذه
القيم والمبادئ ، لأنها ليست محسوسة أو ملموسة ، وانما تلمس من خلال أخلاق المتعلمين وقناعاتهم ، لأنها جوانب جوهرية تتعلق بالأ فعال والخبرات ، ولا يمكن تحويلها
لمهارات آلية مقاسة ، وهذه القيم الكونية والمبادئ الانسانية ، ما هى الا قناعات تنعكس على سلوكنا وأفعالنا .
وقد دعت الأديان الى التركيز على بناء انسان صالح ، وليس مواطن صالح ، لأن الانسان الصالح يكون ولائه للطبيعة ولأخيه الانسان ، ومن المفترض أنه لايؤذيهم ولا يضرهم
، أما المواطن الصالح فانما يكون ولائه للوطن ، وليس بالضرورة أن يتفق المصطلحان ، فيمكن أن يكون ولاءه لوطنه وليس للطبيعة أو للانسان ، وفى هذه الحالة يكون مصطلح
الانسان الصالح أعمق من المواطن الصالح .

تعرف على : استراتيجية القفل والمفتاح
أثر القيم الكونية والمبادئ الانسانية على التعليم
التعليم قائم على نظامين للقيم ، أحدهما محوره القيم الشكلية التىتحكم على الفرد من خلال الاختبارت ، والآخر يحكم عليه من خلال القدرات .
- النظام الأول :
الذى يعتمد على المناهج التى توضع فى غياب دراسة اهتمامات المتعلمين والمعلمين وقدراتهم ، والواقع الذى يتعايش فيه الكل ، وينتهى باختبارات ودرجات
وعلامات ، قد تكون بعيدة عن المستوى الحقيقى للمتعلم ، وعلى أساسها يكون تعليمه الجامعى الذى يحدد مستقبل عمله .
- النظام الثانى :
الذى يعتمد على الارتباط بالحياة الواقعية ، وبالمبادئ والقيم ، أى أن التعليم هو أحد مترادفات الحياة التى ترتبط بعلاقة الانسان بمن حوله وبالطبيعة ،
والشعور بالمسئولية ، والحفاظ على نسيج المجتمع .
اذن وجه الاختلاف الأساسى بين النظامين يكمن فى القيم التى تحكم كل منهما ، فالنظام الأول يقوم على المنافسة والفردية ، والمكاسب الشكلية الزائفة ، ومحاولة
التغلب والسيطرة على الآخرين ، أما النظام الثانى فمحور التعلم فيه هو الحياة والحفاظ على الطبيعة ، وحماية البيئة ، والعلاقات الطيبة بين الناس ، والحفاظ على النسيج
الاجتماعى والروح للمجتمع ، أى أن القيم التعليمية وفق هذا النظام ليست عشوائية ، وانما هى قيم أساسية عامة ، وأن قيمة المتعلم لاتتحدد باختبار عشوائى ، وانما
قدراته وامكانياته هى التى تحدد قيمته .
اقرأ أيضا : استراتيجية التعلم التعاونى
ما الذى يحدد القيم والمبادئ الانسانية ؟

الاجابة على هذا السؤال وردت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فى جملة على بن أبى طالب رضى الله عنه عندما قال ” قيمة كل امرئ ما يحسن ” وهذا هو لب النظام
التعليمى القائم على القيم الكوني والمبادئ الانسانية ، و هذه العبارة هى أساس تطوير الذات ، لأن الانسان طبقا لها يبدأ التطوير والتعلم من داخله ، وليس عن طريق
التنافس مع الآخرين ، وتحقيق الانتصار عليهم ، بل يمكن أن يتم التعلم عن طريق التعاون مع الآخرين ، ومشاركة المعارف ومهارات .
قد يهمك : استراتيجية إدارة السلوك
القيم والمعارف التى يمكن تدريسها للمتعلمين

– العمل من خلال مجموعات صغيرة : أى العمل فى مجموعات تتكون من خلال المبادرة الذاتية ، من خلال قيم ورؤى مشتركة ، ويوجد مجموعة أخرى دورها الأساسى اقامة
حوار وتواصل بين المجموعات ، والعمل فى هذه المجموعات قائم على مبادئ وقيم يتم الاتفاق عليها .
– ربط الحياة بالمعرفة :أى ربط الأفكار والمفاهيم والمعانى ، بسياق الحياة ، أى بتطبيق السلوكيات الواقعية والخبرات ، والاعتماد على الحواس فى التعلم .
– المسئولية الشخصية : وهذا المبدأ يتمثل فى سؤالالمتعلم نفسه ، ماذا يمكن أن أحقق أو أن أفعل ؟ على أن يقوم بالفعل بالتنفيذ ، وتكون الرغبة نابعة من داخله ،
وليست رغبة أحد غيره .