استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة ، هي إحدى إستراتيجيات التعلم القائم على المشكلات Problem based learning و الذي يندرج ضمن مسمى التعلم النشط الذي فيه يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية و أساسها الأول، و مِن الجدير بالذكر أن في هذه الإستراتيجية يتم التعلم عن طريق تحويل الدرس لمشكلة معينة تستدعي إكتشافها و فهمها و تحليلها بشكل جيد و مِن ثم إيجاد الحل الأنسب لها.
تاريخ استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة
هذه الإستراتيجية ليست حديثة على الإطلاق فهي معروفة منذ فترة بعيدة فقد تطرق إلى المربي و عالم النفس الأمريكي جون ديوي في كتابه الشهير الديمقراطية و التربية و الذي تم إصداره سنة 1916 حينما وضع تصوراً للتربية يتضمن التركيز على حل المشكلات، و مِن الجدير بالذكر أن جون ديوي أضاف قائلاً أن المدارس لابد و أن تعكس ما يحتاجه المجتمع حتى تكون الغرف الصيفية عبارة عن مختبرات لحل المشكلات الحياتية.
خطوات تطبيق استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة

1- في البداية لابد و أن يشعر المتعلم بالمشكلة حتى تتولد بداخله الإثارة و الدافعة لحل هذه المشكلة أياً ما كانت.
2- ثم يتم تحديد المشكلة، و مِن الجدير بالذكر أن في بعض الحالات يتمكن الطلاب مِن معرفة المشكلة وحدهم و لكن في الغالب يتطلب الأمر بعض المساعدة الجزيئة مِن المعلم، و يجب العلم أن المقصود مِن تحديد المشكلة هو وضعها في إطار معين و النظر إليها مِن كافة الجوانب.
3- ثم يتم تجميع كافة المعلومات حول المشكلة عن طريق مصادر مختلفة لابد و أن تكون كلها موثوقة قدر الإمكان.
4- و بعد تجميع المعلومات يتم إستخدامها في وضعه فرضيات و حلول إفتراضية للمشكلة.
5- ثم يتم مشاركة هذه الفرضيات و الحلول مع الطلبة و زملاء الصف و لكن هذا بالطبع بعد أن يقوم أصحاب الفرضيات بالتأكد مِن صحة فرضياتهم بما لديهم مِن معلومات حول المشكلة.
قد يهمك: خطوات تطبيق استراتيجية فكر زاوج شارك وأهم فوائد هذه الإستراتيجية الرائعة
6- بعد مشاركة الطلاب لفرضياتهم مع زملائهم في الصف و سماع الجميع لأراء بعضهم البعض و إستشارة بعضهم البعض يتم طرح هذه الحلول على المعلم ليستمع إلى كلاً منها عن طريق إستراتيجية العصف الذهني.
7- و في النهاية يتم و بمساعدة المعلم إختيار الحل الأمثل و تقييمه.
الشروط الأساسية لتحويل الموقف التعليمي لمشكلة

1- لابد في البداية مِن تحديد كافة أهداف المنهج الدراسي المراد تحقيقها.
2- ثم يتم طرح المشكلة بطريقة ممتعة لافتة للنظر و جاذبة للطلاب عن طريق قصة أو مجموعة صور أو مقطع فيديو قصير.
3- و بالتأكيد لابد مِن إيجاد بيئة تحفيز لتُزيد مِن رغبة الطلاب في حل المشكلة.
4- كما لابد مِن مراعاة كافة المستويات الفردية للطلاب و أعمارهم عند طرح المشكلة.
إقرأ أيضاً: وسائل استراتيجية التعلم باللعب وأهم فوائد ومُميزات هذه الإستراتيجية
فوائد و إيجابيات استراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة

1- العملية التعليمية تُصبح ممتعة أكثر بالنسبة للطلاب و المعلم كذلك.
2- تُصبح بيئة التعليم بيئة تحفيزية ممتازة.
3- تشجيع الطلاب على التعاون فيما بينهم.
4- زيادة ثقة الطلاب في ذاتهم.
5- تُتيح هذه الإستراتيجية فرصة أكثر مِن رائعة للطلاب ليتخذوا القرارات الصائبة.
6- تحفيز الطلاب على الإبتكار و الإبداع.
7- دفع الطلاب على الربط ما بين ما هو موجود في الكتب و ما هو في الواقع.
8- تعزيز المهارات الإجتماعية.
سلبيات إستراتيجية التعلم المتمركز حول المشكلة
1- تطبيق هذه الإستراتيجية يتطلب قدراً كبير مِن الوقت و المجهود.
2- في حالة عجز الطالب عن إيجاد مشكلة واحدة فإنه سوف يشعر بالإحباط الشديد و بخاصة إذا ما تمكن باقي زملائه مِن إيجاد الكثير مِن الحلول.
3- يصعب كثيراً تطبيق هذه الإستراتيجية إذا ما كان عدد الطلاب كبيراً.